

كنت فى احد الايام جالسة فى غرفتى
ليس معى اى شخص يؤنسنى فى وحدتى
ليس معى حتى الخيال اتهيئه شخصا فاحكى معه
اريد ان اتكلم لكن لا يسمعنى احد
تذكرت اشياء محزنة فى حياتى
تؤلمنى كثيرا وتوجعنى كثيرا ايضا
تذكرتها وانا انظر الى المراة ناصعة البياض
وارى فيها وجها جميلا
وجها جميلا له بشرة بيضاء وبه حمرة الشباب
شعرا اسودا شديد السواد
وعينين سوداوين جميلتين
عينين سوداوين جميلتين لكنهما دامعتين كثيرا
كثيرتان الارهاق
ذهبت الى المراة لكى اتكلم مع ذلك الطيف الجميل
والذى ارى فيه الكثير من احزانى
وقفت امامه وتاملته كثيرافرايت علامات الاسى متعلقة بعينيه
رايت فقدان الامل فى شئ من الاشياء
او ربما فى اشياء كثيرة جدا
سالته:- من انت؟ ولما كل هذا الاسى المتعلق بعينيك؟
فاجابنى:- اننى وحيد بلا رفاق
كانت تلك الاجابة صعبة للغاية على فانا اعلم هذا الاحساس البغيض
سكت هنيهة وقلت له:- اكل هذا الاسى لانك وحيد بلا رفاق؟
كانت اجابته الصمت الرهيب ودمعتان كبيرتان
يتدحرجان على هذا الوجه الابيض الممتلئ بحمرة الشباب
يعطيان معا -الدموع والنضارة- بريقا من الامل
ولكن لقيمة الاحزان التى يختزنها فهو لا يرى ذلك الامل
وبعد ذلك نظر الى قائلا :-تسالينى وكانك لا تعلمين الاجابة
قلت له:-وكاننى لا اعلم اى شئ؟ عن ماذا تتحدث؟
اجابنى قائلا:- انت تشعرين بالوحدة فلا تكثرى السؤال
سكت فعلا وانا انظر اليه مشفقة عليه من هذا.. من هذا الاحساس البغيض
وفجاة نظر الى وقال :-تذكرى دائما ان انتظار بشرا يهونون عليك ما انت فيه خطا كبير لانه لن يحدث هذا
فنحن نعيش زمنا تحدث فيه الفواجع ولا نشعر ببعضنا البعض
ولكن حاولى الا تفقدى شعور العواطف والرحمة تجاه الاخرينولا تفقدى نعمة-الاحساس-
وسكت بعد ذلك كثيرا وسكت انا ايضا
وبعدها قلت له:-لو انك بشرا لصادقتك ,, لاننى اشعر بما تشعر به ,, وافهمك واصدقك كثيرا
ولكنك طيفا ,, فقل لى من انتارجوك؟؟!
فاجابنى قائلا:-انا شخصا كسرته الدنيا واخلفت امانيها معه فتركته هائما على وجهه لا يعلم الى اين يذهب
وانصحك ان تنسينى حتى لا تزدادى هما
ولكننى لا استطيع نسيانه فاخيرا وجدت من يشعر بى واشعر به تماما
ودعته وهو يختفى شيئا فشيئا وعيناى تدمعان لفراقه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق